• English
  • کوردی

مواصفات التاجر الناجح.. تجربة رجل الأعمال القطري البوعينين

2/20/2019 5:04:00 PM

                                  المستثمر القطري عبد العزيز البوعينين (الجزيرة نت)

عبد العزيز البوعينين من أوائل رجال الأعمال والمستثمرين القطريين الذين ساهموا في كسر الحصار على بلده من خلال تلبية حاجة السوق من المواد الغذائية والمنتجات الأخرى.

وفي حوار مع الجزيرة نت، قال البوعينين إنه افتتح شركة للتجارة والاستثمار في قرغيزستان، وهي الأولى من نوعها هناك، ويتجه للدخول للمجال الصناعي قريبا لتصنيع منتجات قطرية وتصديرها لشتى أنحاء العالم.
 
ويعتبر البوعينين أن سعر المنتج وجودته أساسيان لنجاح العمل واستمراره في ظل منافسة السوق القوية، كما يرفض العمل بمبدأ الرئيس والمرؤوس، ويفخر بعمله جنبا إلى جنب مع العمال لتحقيق المنفعة العامة. وهذا نص الحوار.
 
حدثنا عن بداياتك في عالم التجارة، ولماذا اخترت هذا المجال تحديدا؟
التجارة بمختلف أنواعها هوايتي الوحيدة منذ الطفولة، لذلك قررت الدخول في هذا المجال قبل 15 عاما، بدأت من الصفر واعتمدت على مجهودي الخاص من الألف إلى الياء.
 
 متى افتتحت شركة البوعينين للتجارة؟ وما هي مجالات عملها؟
في عام 2004 أسست شركتي، وكانت في البداية مختصة في مجال الاتصالات وبيع الهواتف المحمولة والعقارات، بالإضافة إلى تخليص المعاملات.
وبما أن التجارة بحر كبير، لذلك أطوّر مجال عملي وفق ما يتطلبه السوق، بعد الحصار على قطر مباشرة وسّعت عملي، وأضفت إلى نشاطي المواد الغذائية والتجميلية، بهدف تلبية حاجة السوق المحلي.

هل هناك منافسة كبيرة في مجال التجارة؟
المنافسة قوية بين المستثمرين والتجار القطريين، لكن البقاء للأفضل دوما من حيث اختيار نوعية المنتجات وجودتها.

ما إسهامات شركتكم في كسر الحصار على قطر؟
وفرت مختلف المنتجات التي كان يفتقر إليها السوق المحلي، وغطيت حاجته بالكامل، ودائما أتابع النقص في السوق لتغطيته أولا بأول.

ففي بداية الحصار، وفرت البيض بعد أن فقد في السوق المحلي، وقبل مدة لبيت حاجة السوق بتوفير ورق العنب، علما بأن جميع المنتجات التي أستوردها ذات جودة عالية، وهو ما يطلبه المستهلك دوما.

ما هي مواصفات التاجر الناجح؟
التاجر الناجح هو الذي يتابع السوق دوما ويوفر كل ما يحتاجه دون تأخير، ويحرص على اختيار الأجود دوما للحفاظ على بصمته واسمه، وألا يستسلم للخسارة، بل يصر على هدفه ويفكر في كيفية تعويضها في عمل آخر.

                       عبد العزيز البوعينين يرتب بضاعته في المعارض  

ما هي الدول التي تستورد منها؟
أستورد من تركيا وإيران والهند والجزائر والصين والكويت، وبصدد التوسع نحو دول أخرى، والأهم بالنسبة لي جودة المنتج بغض النظر عن المنشأ.

أبحث عبر المواقع الإلكترونية عن الشركات الجيدة والمعروفة، ثم أتواصل معها عن طريق السفارة، بعدها تبعث لنا الشركة عينات لتجربتها، ثم نوقع العقد إذا كانت المنتجات جيدة وتطابق شروطنا.

ومؤخرا، افتتحت شركة تجارة واستثمار في قرغيزستان، وهي الأولى من نوعها، وأخطط أيضا للدخول إلى السوق الأفريقي.

هل تعتمد المواقع الإلكترونية لتسويق منتجاتكم؟
نعم، لدينا عملاء كثيرون من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، المتابعون للسوق الإلكتروني والبضائع الخاصة بشركتنا.

حدثنا عن مشاركاتكم في المعارض؟
أشارك في المعارض التي تقام في قطر باستمرار، وتشهد المنتجات الغذائية إقبالا كبيرا خلالها، مثل مهرجان العسل الدولي، ومهرجان التمور، ومعرض جريتك الدولي، بالإضافة إلى أننا سنشارك في معارض خارج الدولة قريبا.

هل سبق أن خسرت في منتج معين؟
التجارة ربح وخسارة، ولا يمكن أن يكون الربح دوما، لكن الحمد لله لم أندم على أي منتج استوردته، لأني كما ذكرت أحرص على الأنواع الجيدة والطبيعية مئة بالمئة، مثل الدبس والعسل وغيرها، وهذا ما يطلبه السوق ويبحث عنه المستهلك القطري.

البعض يشتكي من المبالغة في الأسعار؟
بالنسبة لمنتجاتي جميعها في متناول الكل، لأني لا أفرض أرباحا بنسبة الضعف، بل تكون في حدود المعقول، وهي من أهم العوامل للاستمرار في هذا المجال.

مشاركتك العمل مع موظفيك تواضع منك أم حب للمهنة؟
حب العمل يدفعني للعمل بنفسي إلى جانب العمال، شرف لي أن أكون بينهم، وأعتبرهم إخوتي وزملائي، وأرفض العمل بمبدأ الرئيس والمرؤوس، وفي النهاية تعم الفائدة على الجميع.

وهل عرضك ذلك للانتقادات المجتمعية؟
أنا بطبيعتي أبتعد عن الأشخاص السلبيين، وقد تعرضت لبعض الانتقادات السلبية من فئة قليلة عبر وسائل التواصل، لكن بالمقابل حظيت بإشادة كبيرة وصدى طيب من معظم القطريين.

مساعدة الشباب
هل أثرت فعليا في الشباب؟
تواصل معي بعض الشباب للحصول على بعض النصائح في مجال العمل الحر، لا سيما في تجارة المواد الغذائية، وبابي مفتوح لإسداء النصح والتوجيه الصحيح لكل من يرغب في الدخول إلى هذا المجال.

وهناك من رغب بالعمل معي، لكن العمل متعب وشاق لا يستطيع تحمله كائنا من يكون، لأنه يحتاج إلى صبر وتقبل الخسارة، بالإضافة إلى أنه يتطلب المتابعة باستمرار والتضحية بالعلاقات الاجتماعية، فضلا عن رأس المال الكبير لتوفير المخازن وتجهيزها بالبرادات الجيدة، وبفضل الله جميع مخازننا مطابقة للشروط العالمية.

قيادتكم للشاحنات الكبيرة تجربة جديدة للشباب القطري، ما الذي دفعك لذلك؟
قيادة الشاحنات ليست بالشيء الجديد، فمنذ دخولي مجال التجارة وأنا أتولى المهام بنفسي بجانب الموظفين، لذلك أقود الشاحنة كلما تطلب الموقف، بحيث أغطي مكان العامل المتغيب لأي سبب دون انتظار، وأوزع البضاعة بنفسي.

كذلك عندما نشارك في المعارض، أحمل البضائع مع العمال، وأشرف على العمل بنفسي، وأحيانا أسهر طوال الليل لتجهيز البضاعة وترتيب المكان وإكمال جميع الإجراءات المطلوبة.

هل تفضل العمل العائلي أم العكس؟
أفضل العمل العائلي لأنه يثمر النجاح، ومعظم الشركات الكبيرة الناجحة تركز على عمل جميع أفراد الأسرة فيها. لكن للأسف، أشقائي ليس لديهم ميول في مجال التجارة، ويبقى بابي مفتوحا دوما للقريب والغريب.

هناك مهن يرفضها الشباب القطري، ما تعليقك على ذلك؟
لا بد أن ننظر إلى الجوانب الإيجابية التي حققها الشباب القطري في الآونة الأخيرة، حيث شهدنا نشاطات متميزة في مختلف المجالات، مثل افتتاح المقاهي وخدمة الشاب القطري لعملائه بنفسه، وفي مجال الطهي أيضا، والكثير غيرها من المشاريع المتميزة الأخرى.

العمل ليس عيبا ما دام أنه حلال، وأرى أن الشباب القطري دخل في مجالات عديدة لم تخطر بباله سابقا، لكنه لم يضطر للعمل في بعض المهن، لأنه مكتف ماديا، وهذه نعمة من الله تعالى نحمده عليها. 

ما هو تقييمك للشباب في وقتنا الحالي؟ وما نصيحتك لهم؟
هناك نماذج ممتازة من الشباب الإعلاميين والمهندسين المبدعين، وأتمنى أن يكونوا قدوة للآخرين، وأن يحذوا الشباب الآخرون حذوهم. لا مجال للكسل أبدا، خاصة بعدما قال سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "قطر تستحق الأفضل من أبنائها".

تنشر بين الحين والآخر صورا برفقة سفراء ودبلوماسيين، ما طبيعة العلاقة التي تربطك بهم؟
بحكم عملي تاجرا قطريا، أستورد من مختلف الدول، فتولدت علاقة طيبة مع السفراء والدبلوماسيين لهذه الدول، وتوطدت علاقتي بهم أكثر، ومن خلالهم نحصل على بعض التسهيلات في إجراء المعاملات، كما أتلقى دعوات من بعض السفارات بهدف ترويج بضائعها داخل قطر.

هل تفكر في توسيع نشاطاتك؟
خطوتي القادمة التصدير بالإضافة إلى الاستيراد، وقريبا سأدخل في المجال الصناعي لتصدير البضائع المحلية خارج قطر، وستسهل علاقاتي المتميزة مع رجال الأعمال من مختلف البلدان، ومشاركاتي في المعارض خارج الدولة، عملية ترويج المنتج القطري وبيعه في الخارج، وسأستمر في عملي الدؤوب وأسعى لتقديم الأفضل لبلدي دائما.

هل تتمنى أن يحذو أولادك حذوك؟
أتمنى أن ينضم أبنائي إلى عالم التجارة، وأحاول أن أغرس فيهم ذلك، رغم أني لم ألحظ رغبتهم في هذا المجال لحد الآن.

المصدر : الجزيرة