• English
  • کوردی

المسيحيون يصلبون من جديد

12/30/2023 1:39:00 PM

 مصطفــى قایتەوەنی - لندن

يعتبر الدين المسيحي من أقرب الأديان الى الدين الاسلامي والمعتقدات الاسلامية على حد سواء. لربما لآن الديانتين وحدانيتين، وبسبب اعتقاد الدين الإسلامي أن الانبياء ورسل الله لديهم مرتبة واحدة بعدما نالوها بفضل الله عليهم ومن الحقيقية هذه، وجب على المسلمين احترام العقيدة المسيحية لآن مشيئة الله أرادت تعدد الأديان والمذاهب المعلوم أن الشعب الكردي يحترم مشيئة الله وعليه احترام كافة الأديان والمذاهب ولاسيما الدين المسيحي. 
ولكن وللأسف في العراق والمنطقة عموما، يتم هذه الايام أتباع بيئات عقائدية مرهبة مضمونها، أضعاف وضرب دور مسيحيي الشرق، وبالتالي مسح أثار وحضارة هذا المكون العريق ضمن جميع المحافل الوطنية والسياسية. 

الامر الذي خلق فراغا سياسيا وفكريا ضمن العراق الملتهب، بعدما تم توجيه أربع ضربات موجعة لصميم هذا المكون العراقي المسالم وكالاتي
أولا: سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريركاً على الكنيسة الكلدانية في العراق، وغيره من رجال الدين المسيحي اخرين.
ثانيا: حرق أكثر من 150 مسيحي من المسيحيين الابرياء، أولئك الذين حضروا للاحتفال بحفل زواج في قاعة الهيثم للاعراس في فاجعة الحمدانية بتاريخ 27 سبتمبر 2023. 
ثالثا: منع تداول وتدريس المسيحيين بلغتهم الاصلية وهي اللغة السريانية. 
رابعا: سحب وسرقة الكوتا الممنوحة للمسيحيين من قبل القوى والأطراف السياسية الاخرى بدعم من الحشد الشعبي . 
علما أنه تم توجيه كل هذه الضربات المؤلمة الى قلوب مسيحيي العراق في أقل من عام واحد، وأن الضربات هذه تركت وراءها تنبؤات وتداعيات مرعبة تعلن، عن نهاية الشراكة والتضامن الوطنيّ المؤمل. بمعنى أخر يفترض بهذا المكون العراقي الاصيل، الخضوع الكامل لسلطة الأكثرية أو سلطة أصحاب القوى في المنطقة، رغم أن النهج هذا هو الخشية العميقة التي بدأت تنمو وتكبر يوما بعد يوم في قلب هذا المكون المسيحي الاصيل. 
هذه الاعتداءات التي دفعت بالمؤمنين المسيحيين في العراق، أن يحملوا الصليب مقصلة فوق ظهورهم، ليظهروا كالمسيح ويصلبوا أحياء على الصليب من دون ذنب وعلى ضوء هذه المخططات والمؤامرات الكبيرة بهدف تهميش المسيحيين واقصائهم عن سلطة القرار تماما، للأسف تم تشكيل قائمة حزبية ضعيفة تحت عنوان (قائمة حمورابي) في كوردستان أيضا، القائمة التي فشلت في الحصول على أصوات المقترعين ولم تحصل على أصوات بقدر مرشح مستقل لوحده. 
وأن الفشل هذا كان نصيب (قائمة حمورابي) للمرة الثانية بعدما أفشلت القوائم المسيحية الاخرى أيضا علما أن مسؤولية الحفاظ على فخر الشعوب الكوردستانية المناضلة، تقع ضمن مركز مسؤولية الحزبين الكوردستانيين الحزب الديمقراطي و الاتحاد الوطني بالدرجة الأولى، حيث يفترض بالحزبين، ضرورة الاحتفاظ بهذا التوازن التقليدي حتى لو جاء على خسارة على حسابهم، لآن المكون المسيحي كان ولايزال ضامنا للعديد من الانجازات والفخر الذي أفتخربه الكورد دوما في العالم الخارجي .