• English
  • کوردی

من الحنانة الى مدينة الصدر.. الشارع والازقة العراقية تستعد للحرب

العراق

7/7/2022 6:10:00 PM

قسم العربي- معهد ميديتريانة للدراسات الاقليمية 

     ملخص                     

 كنا نتمشى في شوارع بغداد والبصرة والنجف.. لم نرى احدا من فئات والطبقات المختلفة للشعب، يحس بالامان والطمانينة والاستقرار السياسي، في تلك الربوع.. كل هؤلاء يرون بأن تهميش الصدر في العملية السياسية، ليس بالامر الهين..
يحاول هذا التقرير الصادر من معهد المديتريانه للدراسات الاقليمية "MIRS" من خلال عرض المعلومات وتصنيفها.. ان يستكشف مستقبل العملية السياسية في العراق في ضوء المناورات الجديدة للصدر..

اولا / من الحنانة الى مدينة الصدر                 

   بات واضحا للجميع،  بان الصدر وتيارة الممثل ل(870)الف مصوت عراقي و (73) مقعدا في البرلمان،  لم ينسحب من البرلمان و العملية السياسية،  ليقدم على طبق من الذهب السلطة لمنافسيه،  ولم يكن بسبب ما قيل عن اعتكاف الصدر وتفرغه للدراسة الحوزوية.. بعد بقاء الصدر في السعودية لمدة 6ايام مع 26 من الشخصيات المرافق له، عاد للعراق ولم يقم باداء فريضة الحج!  لماذا قرر اقامة الفريضة و عاد بشكل مفاجيء بدون اقامتها.. لما نقل ميدان صراعاته من الحنانة الى مدينة الصدر؟!

مع اول ایام تموز لهذا العام.. بدأت عملية نقل اتباع الصدر من جميع مدن العراق الى منطقة الصدر في العاصمة بغداد..
بحسب المعلومات،  فان الصدر واستعدادا لحركته الجديدة،  قد قسم شؤون لجان تياره على ستة اشخاص:
1-حيدر الجابري،  مسؤول كافة المحاور الاعلامية للتيار الصدري

2- حاكم زاملي، مسؤول العلاقات العامة للتيار الصدري
3/حازم الاعرجي، المشرف على شؤون جميع العتبات..     

4/ السيد مهند الموسوي، مسؤول الخطبة في الكوفة وهو خطيب الكوفة.   

 5/السيد ابراهيم الجابري، مدير مدرسة الشهيد الصدرين وهو المشرف على مزار الصدر الاب و على شؤون اخوة وعائلة الصدر.   

 6/الشيخ محمدالعبودي،  مدير المتابعة والتنسيق للتيار الصدري.     

 

 ثانيا / هل باستطاعة الصدر،  تمرار سيناريو 2017؟               

    لقد بات الصدر،  لغزا لدى جميع المراكز العراقية  ورجال الاجهزة الامنية وشعب البرلمان واجهزة الاعلام و حتى لدى باعة الكتب ومرتادي المقاهي وسواق التاكسي والركاب و..في كل مكان ، بات  الكلام والسؤال؛  ماذا يفعل الصدر؟ والكثير من هؤلاء يتصورون نتائج عملية الصدر القادمة للصدر على هذا النحو:

         اولا/ يتخلى الصدر عن قاعدته الجماهيرية.   

       ثانيا / كان يعلم الصدريون،  انه لايمكنهم تشكيل الحكومة مع حلفائهم و لايمكنهم ان يصبحوا معارضة في البرلمان يسمع اصواتهم.. لذلك البديل هو معارضة شعبية ومظاهرات مليونية في الشارع و السيطرة على الخصوم.. لنكها لاتمر من غير سفك لدماء النشطاء والمقربين من الصدر و اختفاء الاخرين في غياهب السجون.               

    ثالثا/ بعد التظاهر والاتلحام العنيف في الشارع، ستكون النتيجة سيطرة الصدر على خصومه او سيكسر..
ذكر المقربون من الصدر،  بانه تم اعداد مليون من اللافتات التي تحمل شعارات (كلا  كلا للتطبيع)..(كلا كلا للفاسدين)..  والمعروف ان مدينة الصدر هي معقل التيار والتي تبلغ عدد سكانها ال (5)ملايين شخص من اتبعاع الصدر والتي تمد التيار على الدوام ب 19-20معقدا برلمانيا..
السبب الاساسي لعودة الصدر الى العراق والعدول عن اداء مناسك الحج،  هو عزم (نوري المالكي) وشركائه على تشكيل الحكومة وباسرع وقت..  لان الصدريون يدركون بان تشكيل المالكي للحكومة، سيؤدي الى المحاولة لتحجيم الصدر والسيطرة عليه.

ثالثا/ الصدر و الكتائيب العسكرية

يذهب بعض من المراقبين والقوى العسكرية لبعض الجهات السياسية والصدر معهم،  بأن نهاية كل حركة للصدر في العراق، تخدم ايران.  والكثير يرون الصدر كشيعي عراقي مجتهد،  يعمل لاعادة السيادة للعراق وهو ممثل الفقراء والطبقات المعدومة من المجتمع والشارع العراقي..   وبحسب العديد من المصادر،  فأن مقتدى الصدر و بالتوازي مع التحشيد الديني والاعلامي، قد اعد كتائبه العسكرية في حالة الاستعداد؛     

     - لواء الموعود والذي يضم 8000مسلح.

      -سرايا السلام والمتكون من ال( 18000)مسلح. 

     -كتائب الامام علي والتي تضم (12000)مسلح.
جميع الاجنحة العسكرية للصدر، يشرف عليها (ابوالدعاء العيساوي).. ويلبس الصدر الكفن الابيض والملاحظ ان كل من عمار الحكيم وحيدر العبادي،  قد انسحبا من جبهة المالكي والاطار التنسبقي.. وهذا  ينذر باندلاع نيران واسعة في الشوارع والازقة العراقية..

رابعا/ المكون الشيعي في العراق، بات لايملك بيتا..! 

  هذا المكون،  وبعد عملية تحرير العراق، تحول الى أربعة اجنحة ومحاور مختلفة وهي؛       

     -بيت الحكيم وكان مكانا لتشكيل الحكومة.               

   -بيت الصدر، كان قائدا ومسيطرا على الشارع الشيعي.       

   -جناح الدعوة،  والتي سيطرت على حكومات العراق.       

 -جناح الحشد الشعبي، العامري وابوفدك وقيس الخزعلي وفالح الفياض..         

    لهذا من الصعوبة بمكان ان يسلم الصدر السلطة للمالكي.
كان بداية تحرك الصدر،  من خلال تغريدة نارية ضد الرئيس برهم صالح ولعن خلالها (صالح) ويبرأ نفسه منه الات ومن مستقبله.. والواضح بأن اصرار (صالح) وتمسكه بمنصبه،  من اسباب الرئيسة في الواقع السياسي المتشرذم والمتردي للبلد والقلق  وانعدام الامان للبلد..

المحصلة النهائية..   

 خلال حكومة عادل عبدالمهدي في عام 2019، عندما هاج الشارع،  قتل اكثر من 800متظاهر وجرح الالاف.. حينها كان (الصدر)  يدرس في (القم) لتحصيل درجة المجتهد، لدى (واحد الخراساني)، خلال تغريدة (شلع قلع)،  انهى حكومة عبدالمهدي..في الوقت الذي كانت تلك الحكومة تمتلك القوة،  خصوصا بوجود (الحاج قاسم سليماني) في الساحة وكان ومعه (المهندس) ،  يديرون كافة مفاصل الحكومة عن طريق (ابوجهاد الهاشمي) مدير مكتب الرئيس..                    والان (الصدر) وتغريدته،  اقوى من ذلك الوقت..      
  على الكورد ككل الحكومة والاحزاب والاعلام ،  ان يكونوا صفا واحد وصاحب خطاب واحد ويهيأوا انفسهم لتحديات المقبلة..

 

بيوار عبدالرحمان- المنسق الشؤون العراقية في معهد ميديتريانة للدراسات الاقليمية