• English
  • کوردی

مؤتمر الرياض 2 واستفسارات الشارع الكوردي

سوریا

11/25/2017 3:36:00 PM

د.سعد الدين ملا 

بيان مؤتمر الرياض 2 (22ـ23ـ11ـ2017) للمعارضة، في أغلب جوانبه، هو تكرار لبيان الرياض1 (10ـ12ـ2015) خاصة فيما يتعلق بالموقف من قضية الشعب الكوردي في كوردستان سوريا. كما أنه إذ يركز على نظام اللامركزية الإدارية ومبدأ المواطنة ووحدة الأراضي السورية وعدم إقتطاع أي جزء منها، وضمان الحقوق القومية للكورد والتركمان والسريان والأشوريين بثقافاتها ولغاتها، وإعادة الجنسية للمجردين منها إنما يتطابق أو يكاد مع رؤية النظام الذي يعترف بالفيسفسائية الثقافية للمجتمع السوري وسبق أن أعاد الجنسية للمجردين واعتبر الكورد جزءا من النسيج الوطني وسمح لتدريس اللغة الكوردية في الجامعة وصرح بإستعداده للحوار معهم حول الحكم الذاتي، فلماذا ينبري بعض كوردنا للتصفيق لاجتماع أخر للمعارضة السورية لا جديد فيه، وهذه المرة في الرياض 2 وتسويقه مكسبا جديدا حققوه للقضية الكوردية في سوريا؟

 

يشهد العالم اليوم جثامة الفوبيا الكردية المسيطرة على نمط وتفكير العديد من أطياف المعارضة السورية ومن ورائها تركيا كبقية الدول المغتصبة لكوردستان.

 تدرك الجماهير الكوردية أن هذه المعارضة السورية ترفض، ومنذ البداية، الإقرار بوجود الكورد أرضا وشعبا في سوريا وإنما تركز على وحدة سوريا بديماغوجيتها المعهودة وتسوق أي نظام اتحادي أو لامركزية سياسية تقسيما للبلاد لخداع شعبها.

 

 يدرك الكورد أيضا إن إصرار المعارضة كما النظام على مبدأ المواطنة هدفه إلغاء الحقوق الجمعية للكورد كشعب والتهرب من مناقشة أي وضع قانوني يضمن حقوقه لاحقا، كما أن إصرار المعارضة دائما على ربط اسم المكونات الأخرى مع الشعب الكوردي الذي يشكل ثاني أكبر قومية أصيلة في سوريا إنما لخلط المسألة القومية بالمذهبية والطائفية لإحراج الكورد وإجبارهم على الاكتفاء بما تقبله هذه الفيئات والطوائف من حقوق المواطنة ـ الثقافية واللغوية. تدرك الجماهير أن هدف المعارضة من احتضان بعض الكورد ككومبارس دون غيرهم في صفوفها، والإصرار على تأجيل مناقشة القضية الكوردية إلى ما بعد التسوية السياسية للأزمة السورية هو منع تمثيل مستقل للشعب الكوردي الآن، أي قطع الطريق على تدويل القضية الكوردية أو إقرار بنود فوق دستورية بضمانات دولية، بهدف مصادرة إرادة الكورد والمكونات الأخرى باسم الأكثرية الشعبية أو البرلمانية خاصة بعد أن يحصل المركز على الشرعية ويقوى عسكريا.

 

ألا يدرك هؤلاء الأخوة الكورد بأنهم بهذا السلوك يتمادون في الإجحاف بحق قضيتهم ويفوتون فرصا تاريخية على الشعب الكوردي في كوردستان سوريا ويستمر إستغلالهم منذ بداية الأزمة لتشويه ما حققه الكورد من انتصارات على الإرهاب والدفاع عن مناطقهم ومنعهم من استثمارها في سبيل تأمين حقوقهم القومية التي تشكل شرطا لازما لوحدة سوريا واستقرارها ولأي تحول ديمقراطي حقيقي فيها.

 

هل أصيبت القيادات الكوردية بالصم والعمى لتفهم لعبة النظام والمعارضة، كوجهين لعملة واحدة، وتسمع وترى التهديدات التركية وتعي لعبة الأمم، وتدرك أن قوتها تكمن في مدى قدرتها على توحيد صفوفها حول ما حققته على الأرض حتى الآن بفضل دماء خيرة أبناء شعبنا ويشهد لها العالم، فتوحد خطابها حول المطالبة بالفيدرالية وتحقق تمثيلها الديبلوماسي المستقل في المحافل الدولية لكي تحظى بالشرعية الشعبية والدولية، وتنقذ نفسها من لعنة التاريخ؟